"رحمة".. إثيوبية يفاجئها "المخاض" على الحدود أثناء الفرار من السودان (صور)
"رحمة".. إثيوبية يفاجئها "المخاض" على الحدود أثناء الفرار من السودان (صور)
واجهت رحمة خيارين: ولادة طفلها الثالث وسط نزاع مسلح في العاصمة السودانية الخرطوم أو حزم حقائبها والتوجه نحو بلادها إثيوبيا.
تقول: "كان من المقرر أن أضع طفلي في أي لحظة، لكنني نظرت من النافذة وكل ما استطعت رؤيته هو الدخان في كل مكان والبنادق تطلق من اتجاهات مختلفة.. عندها اعتقدت أن طفلي الذي لم يولد بعد وبقية أفراد عائلتي قد يكون لديهم فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة إذا غادرنا".
وعلى متن حافلة مزدحمة، شرعت العائلة في رحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر إلى إثيوبيا حاملة معها القليل الذي تمكنوا من حزمه.
وقبل ست سنوات، هاجرت رحمة وزوجها بشكل غير شرعي من وطنهما إثيوبيا على أمل الحصول على حياة أفضل في الخرطوم، وكانت "رحمة" قد وجدت عملا كعاملة نظافة بينما كان زوجها يعمل طباخا في كافتيريا صغيرة.
تقول: "لطالما أردت العودة لأنني تركت طفلي الأكبر في إثيوبيا، لكن هذا لم يكن لم الشمل الذي خططت له".
وبعد يومين في الرحلة الصعبة، وصلت الأسرة منهكة جسديا وعقليا إلى ميتيما، وهي بلدة نائية في شمال غرب إثيوبيا على الحدود مع السودان.
شعرت رحمة أنها تستطيع أن تتنفس الصعداء فقط بعد أن خرجت من السودان على قيد الحياة، ولكن بعد بعد وقت قصير من وصولها، فاجأتها آلام المخاض.
ساعد موظفون من المنظمة الدولية للهجرة وشركاء الأمم المتحدة رحمة حيث أحالوها إلى أقرب مركز طبي حيث أجريت لها عملية ولادة ناجحة.
وفي اليوم التالي، تم إحضار رحمة وعائلتها إلى مركز الاستجابة للهجرة المؤقت التابع للمنظمة الدولية للهجرة في ميتيما، وهناك، تلقت المزيد من الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي والمأوى والغذاء والماء وغيرها من أشكال المساعدة الإنسانية.
يذكر أنه فر أكثر من 40 ألف شخص من النزاع الذي اندلع في 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وشقوا طريقهم إلى إثيوبيا.
وكان غالبية الذين عبروا الحدود هم من الإثيوبيين، يليهم مواطنون سودانيون وأشخاص من 70 دولة أخرى، وفقا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.
وعززت المنظمة الدولية للهجرة وجودها واستجابتها عند نقاط العبور الحدودية ومركز الاستجابة للهجرة في ميتيما والكرمك، وهي نقطة دخول أخرى في منطقة بنيشانغول غوموز في إثيوبيا، وتقدم، بالتعاون مع الحكومة والشركاء، مجموعة متنوعة من المساعدات لأولئك الذين يصلون.
ويشمل الدعم فحص الصحة الأولية عند نقطة الدخول، وتوفير مرافق المياه والصرف الصحي التي تنطوي على الحصول على المياه والمراحيض والحمامات، مرافق الإيواء، خدمات النقل، والمساعدة في الحماية.
تقول رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في إثيوبيا، أبيباتو وان-فال: "يشكل العدد الكبير من الوافدين الجدد تحديا كبيرا وعدم كفاية الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة أمر مقلق للغاية".
وأضافت: "تشكل خدمات الحماية مصدر قلق كبير، حيث تتطلب حماية الطفل وإدارة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي اهتماما عاجلا".
وشددت "وان- فال" على أن "المنظمة الدولية للهجرة تفعل كل ما في وسعها ولكن كما هو الحال، هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الأموال".
وأصدرت المنظمة الدولية للهجرة مؤخرا نداء بقيمة 25 مليون دولار أمريكي من أجل مواصلة تقديم المساعدة المنقذة للحياة لأولئك الذين يصلون من السودان إلى إثيوبيا.
قررت "رحمة" وزوجها تسمية طفلهما حديث الولادة "سعيد" قائلة: "لقد اخترنا هذا الاسم لأنه يعني في اللغة العربية (السعادة وهي ضد الشقاء)، وذلك لأنه طوال فوضى الفرار، أعطاني الدافع للاستمرار.. أتمنى له حياة طيبة وسعيدة هنا في إثيوبيا".
ويتم دعم استجابة المنظمة الدولية للهجرة في إثيوبيا لأزمة السودان من قبل المكتب الأوروبي للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (ECHO)، ومكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية (PRM)، وحكومة النرويج، وخطة الاستجابة للمهاجرين (MRP) للقرن الإفريقي واليمن وبرنامج المبادرة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة.